قراءة في كتاب الإيمان والتنمية الإيمانية/ ج2
الأستاذ: ناصر عمر القريشي/ مؤسسة التيار السني في العراق
تناولنا في المقالة الأولى من سلسلة مقالات (قراءة في كتاب الإيمان والتنمية الإيمانية) عن موضوعي (فقه الإيمان) و(الإيمان والنصرة) واليوم سنتكلم عن موضوع (التنمية الذاتية للإيمان) وهو الإضافة النوعية والزاد والعدة للمؤمن في كيفية تنمية إيمانه دون الحاجة للرجوع في كل مرة للآخرين.
التنمية الذاتية للإيمان وتكون من خلال ثلاث آليات:
أولها: النظر في آيات القرآن ومن خلال: (1. إطلاق طاقة التفكر والتدبر 2. إطلاق طاقة الشعور والتأثر) وهذه الآلية هي التي ستكون محور مقالتنا هذه والبقية سنتناولها بالكتابة تباعاً إن شاء الله تعالى.
يذكر الكاتب أن جمهور الناس قد اعتادوا الاعتماد على الآخرين في زيادة الإيمان وتنشيط الأبدان للعمل، وهذا الأمر لا يستمر فسرعان ما سيزول وينتهي تأثيره كما هو الحال مع الوردة التي تهدى إليك فسرعان ما سيزول عبيرها كلما شممتها، والمثل يقول: بدل أن تمنحني وردة علمني كيف أزرع شجرتها.
وهنا يورد الكاتب مقاربة جميلة يقول فيها: (وفي طلب المؤمنين الهداية من الله في آخر سورة (الفاتحة): (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة:6)، وجوابه تعالى لهم في أول سورة (البقرة) قائلاً: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2) إشارة إلى أن الهداية لا تمنح من الخارج منحة حتى لو كان المانح هو الله الذي هو على كل شيء قدير! ما لم تصنع من الداخل صناعة قوامها العبد الراجي والكتاب الهادي، فدونكم هذا الكتاب فخذوا بما فيه هدىً للمتقين العاملين لا لغيرهم).
بعدها يورد الكاتب بعض الوسائل التي تساعد المسلم في تنمية إيمانه ذاتياً، ويرعاه بنفسه، ويزكيه دون الاعتماد بصورة أساسية على حث الآخرين وموعظتهم وتأثيرهم، ومن هذه الوسائل هي:
أولاً: النظر في آيات القرآن من خلال:
1. إطلاق طاقة التفكر والتدبر
يقول الكاتب وما أروعه من قول: أمر الله تعالى عباده بتدبر معاني القرآن الكريم فقال: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29). وهذا الخطاب يستغرق كل مسلم دون استثناء إلا الأبله والمجنون وأمثالهم. ولهذا عمّ بالذم المعرضين عن التدبر والمعطلين لآلة التفكر في آيات القرآن فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24).
وقال: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا) (الفرقان:73)، ثم قال بعدها مباشرة: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (الفرقان:74). فصاحب العقل التقبلي الجامد والفهم التقليدي الراكد لا يكون قائداً لا في بيته ولا مجتمعه. إنما الرِّبِّي الذي يقرأ كتابه قراءةً ربانيةً تحقق قوله تعالى الذي هو أول كلمة طرقت سمع النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1). اقرأ.. ولكن باسم ربك..
ثم يدلنا الكاتب على معالم القراءة بقوله: إذن كانت القراءة الربانية حاضرة مع القرآن منذ أول لحظة.. منذ أول لفظة! فما هي معالم هذه القراءة؟ ويجيبنا عن هذه المعالم وهي:
أ. الافتقار إلى مدد القهار ب. قراءة تجمع بين العلم والعبادة والقضية
جـ. التفكر في أسماء الله وصفاته وأفعاله د. ثق بقدرتك وقدرات الآخرين
هـ. اسأل وناقش
ولا يتسع المجال لنا لتفصيلها أو التعليق عليها بل أحيل القارئ الكريم ليغرف من الأصل وليتلذذ به ويستشعره كما كتبه صاحبه استمداداً من تدبر كتاب ربنا. والحال نفسه مع فقرة (إطلاق طاقة الشعور والتأثر).
فثمت خطوات متسلسلة في مدارج الوصول إلى الشعور والتأثر بتلاوة القرآن الكريم. وعلى قدر توفر هذه القوى في القلب يكون تحصيل الشعور كماً ونوعاً. وهي: توجه الإرادة إلى الخشوع والانتفاع. ثم تخلية القلب والسعي في علاجه. ثم توفير بيئة الإيمان لزرع القرآن. وأخيراً يأتي دور التدبر والقراءة المتأنية. وذلك من معنى قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق:37).
موضوع قيّم يسلط الضوء على الترابط الموضعي والموضوعي في كتاب الله سبحانه .سلمت الايادي
بارك الله فيكم القرآن لا تنقضي عجائبه وثلاث أرباع الأمة الإسلامية جاهلون لمعاني تعبيراته القيمة
قراءة القرآن والحفظ هي وسيلة عظيم للغاية التي أمرنا به الله عز وجل تدبر القران الكريم والعمل به
ما يوافق الواقع
﴿ إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾