مقالاتمقالات أخرى

قراءة في كتاب فقه الإيمان والتنمية الإيمانية/ج1

أ.ناصر عمر القريشي

من الكتب المهمة التي ينبغي على كل عامل في مؤسسة التيار السُنّي -بشكل خاص- أن يقرأ هذا الكتاب بعمق وبتأمل وأن يسعى لتحويله إلى برنامج عملي ولا يكتفي بجانبه النظري؛ لأن كاتبه حرص منذ المقدمة أن يقول لك ذلك حين كتب هذه الكلمات: (اعتماد الإيمان عقيدةً وتزكيةً وسلوكاً، مبدأً أساسياً يحتل المرتبة الأولى في سلم أساسيات مشروعنا).

وعلى هذا الأساس يراد للإيمان أن يرسخ في نفوس أتباع التيار السُنّي قادةً وأتباعاً، ليصار إلى نشره داخل الأوساط جميعاً؛ كي يتحول لظاهرة اجتماعية تسري في جسد المجتمع وليس خاصاً بفئة دون أخرى.

فقه الإيمان

تحت هذا العنوان تندرج ثلاثة عناوين يُكمل بعضها بعضاً تُجلي للقارئ ما هو المراد بفقه الإيمان؟

أولاً: دعوة ربانية قبل أن تكون قضية سياسية:

وهنا تتجلى معاني الربانية المنبثقة من القرآن الكريم والتي تجمع بين الإعداد والعمل للقضية، فالرباني له دور ووظيفة في الحياة  من خلال الآيات العظيمة التي فصلت وبينت وكأنك تنظر إلى شخص يتحرك بكل مفاصل الحياة ضمن خطوات منضبطة وليست عشوائية لا يسلكها نظام.

ثانياً: الإيمان تعريفه وحقيقته:

ولأن القرآن الكريم فصل الإيمان بأدق الأوصاف وأجملها وأوضحها، وهو ما نجده في ثنايا الكتاب الذي ينطلق كاتبه من كتاب ربنا ابتداءً وانتهاءً فيوضح الفرق للاستخدام الرباني لكلمة الإيمان دون غيرها من المصطلحات، وهنا تتجلى للقارئ سر اختيار كلمة الإيمان الذي هو: (كلمة الرب سبحانه التي اختارها ليخاطب بها كيان عبده: عقلاً وعقيدةً وفكراً، وقلباً وشعوراً ووجلاً، وبدناً وسلوكاً وعملاً).

ثالثاً: الإيمان والنصرة:

ومن أجمل التفاتات هذا الكتاب هو تجلية مفهوم الإيمان وارتباطه الوثيق بالنصرة التي غابت عن أفهام الكثيرين وفي هذا المعنى يقول الكاتب: (والجمع بين الإيمان والنصرة هو الدين الذي يصلح به شأن الدنيا والآخرة. وبه لا بغيره تقوم دولة الإسلام، ويعز أهلها، وتقمع دولة الكفر ويذل أهلها. والفصل بينهما هو الذي سلب من شيخ الدين قابلية القادة، وحرمه من التحقق بصفة القائد؛ فإن من أخذ الدين (إيماناً) ولم يأخذه (نصرةً) لا يجد في نفسه في حاجة إلى معاناة العمل الذي ينهض بالمجتمع).

ثم يقول: (لهذا يجنح معظم المتدينين إلى الاهتمام بشطر (الإيمان)، ومن جانبه السهل المتيسر.

في الختام

نحتاج إلى فقه الإيمان كما جاء في كتاب ربنا سبحانه مقترناً بالنصرة وليس منفصلاً عنها فالدين الحق ما جمع بين ركني الإيمان والنصرة وكما قال سبحانه وتعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ* فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(آل عمران:82،81).           

اظهر المزيد

‫10 تعليقات

  1. كتاب جميل ورائع انصح بقراءته وتكرار القراءة ومناقشته مع افراد الاسرة والاقارب لأن بالنقاش يترسخ المعنى وتعم الفائدة… جزا الله الدكتور خيرا..

  2. جزاك الله خير مقال قيم
    الإيمان محل انطلاق من القران الكريم إلى الواقع الذي يخاطب الزمان والمكان وليس محل توقف
    وكما قال تعالى ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ* فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(آل عمران:82،81))

  3. المواعظ الإيمانية والقضية يسيران باتجاه واحد لايفترقان وهذا ماذكره القرآن الكريم
    نضرب مثل من خلال القرآن الكريم قال تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) عبادة وقضية هذا هو الإسلام
    التنمية الإيمانية كتاب يوجهك إلى القرآن الكريم

  4. علماء اليوم معلمين وليسوا قاده يتقنون صنعة التدريس يخرجون الاجيال تلو الاجيال ليصبحوا اساتذه منَظرين مثلهم الا من رحم ربي . النصره عندهم للسلف سواء اخطأوا ام أصابوا يجيدون التبرير لهم ولو على حساب الاسلام نفسه .علم بلا عمل .

  5. انشغلت النخب عن الإيمان وعزلت النصرة عن توأمها.. كما انشغلت عن القرآن وفاضت في الرواية والتصنيف والردود، وبهذا تشكلت الأمية الفكرية التي أنتجت لنا هذا الكم الكبير من المفاهيم المغلوطة والمرتبكة!

  6. بارك الله في جهودكَ مقال مهم

    الايمان ونصرة شيئان مكملًا لبعض فأذا تُرك أحدها النتيجة تكون لاشيء إما أذا سار عليهم كانت النتيجة هي (القضية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى