سياسةمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

نحن سنةٌ عقيدةً .. فهل نحن سنةٌ ثقافةً!

د. طه حامد الدليمي

من مظاهر غلبة الثقافة الشعوبية الفارسية على الثقافة العربية هذا الدفاع الحميم من قبل الشعوب العربية عن الفرس دون باقي القوميات، مع أنه لم يسئ للإسلام والعرب في تاريخهم أمة كالفرس! جرب أن تقول: فعل الانجليز كذا وكذا واشتمهم وحذر منهم. واشتم الفرنسيين والإيطاليين والأمريكان.. لن تجد من ينكر عليك كما لو حذرت من الفرس ودسائسهم وما فعلوه بالأمة قبل الإسلام وبعده حتى اللحظة. يقول المعترضون: “في الفرس مسلمون”. أوليس في الانجليز والفرنسيين والأمريكان وغيرهم مسلمون! وفيهم مسالمون كذلك. نحن لا نقصد المسلمين ولا المسالمين إلا من لم يتغلب إسلامه على عنصريته. ويقولون: “هذه عصبية جاهلية”، ويغيب عن بالهم أننا نتكلم عن تاريخ قرأناه وواقع عشناه.

نستطيع القول بلا حرج أن جميع الفرق الضالة – ربما دون استثناء! – في تاريخ الإسلام كان مؤسسوها من الفرس. لكن الإعلان عنها يكون من أرض العراق لسببين:

1. مركزية العراق آنذاك في قيادة الأمة جمعاء.

2. وقرب العراق من فارس.

إليكم بعض هذه الفرق الفارسية التأسيس والمنشأ، والتي مارست دورها في تطويع الثقافة العربية السنية للثقافية الفارسية الشعوبية، وميلها اللاشعوري الجمعي للفرس:

الجهمية، المعتزلة، الخوارج، القدرية، الجبرية، المجسمة، التناسخية، الحلولية، الثنوية، المنصورية، الخطابية، الكيسانية، الجارودية، الغرابية، السبعية، القطعية، القرامطة، الحشاشون، الواقفية، الناووسية، البزيغية، الفطحية، الواقفة، الهاشمية، إخوان الصفا، الإسماعيلية، الاثني عشرية، الشيخية، البهائية، القاديانية، العلوية، الدروز، النزارية، البهرة، العلي إلاهية، الفاطمية… وفرق أخرى يصعب الإحاطة.

هل اليهود استحدثوا هذه الفرق أو ما يوازيها؟ أم الأمريكان أم الإنجليز أم الفرنسيون؟

فإن كان ما نقوله حقيقة فما ذنبنا فيما نقول؟ لسنا بدعاً من رجال الأمة الذين حذروا من الفرس وسموهم باسمهم وهم يحذرون منهم، وأولهم الفاروق عمر. وتقدم بعض ما قاله في ذلك. لكنها الثقافة السائدة توجه صاحبها دون وعي منه. ولو وعى وتفكر لكان له موقف آخر.

من آثار هذه الثقافة الشعوبية الغالبة على الجمهور السني أنهم يعادون عملاء أمريكا وإسرائيل كعباس وعريقات، بينما يعتذرون لعملاء إيران والشيعة كمشعل وشلَّح، مع أن إيران والشيعة أشر وأخطر!

أيها السنة عقيدة، أنتم في حاجة ماسة إلى أن تكونوا سنة ثقافة

أيها السنة عقيدة، أنتم في حاجة ماسة إلى أن تكونوا سنة ثقافة؛ فبالسنية المتكاملة عقيدة وثقافة.. بها وحدها تكونون سنة حقيقة. وتحمون قناطركم من أن يمتطيها قردة الشعوبيين إلى ضفتكم.. الضفة التي طهرها ومهدها لكم صحابة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وتركوها وديعة عندكم: جيلاً بعد جيل.

اظهر المزيد

‫7 تعليقات

  1. صدقت يا دكتور وكثيرا ما انقدح هذا التساؤل في اذهاننا حين نرى الميزان المعوج لتقييم الاعداء .. والسذاجة العربية التي لازالت حتى اليوم تنافح عن الفرس من باب أنهم مسلمون!!

  2. والله يا دكتور أنت تسأل هذا السؤال والواقع يجيبك ..
    نظرة واحدة في وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تجعلك تطرق بقوة على رؤوس الغافلين الذين لازالوا حتى اليوم يعتقدون بصلاح ايران ولو بنسبة ما .. واغباهم واغفلهم من يرى ويعتقد بصلاح الشيعة العرب..

  3. بارك الله بك دكتورنا على هذا الطرح القيم ..
    يتميز الفكر السني بأصالته وتجديده في الطرح والافكار … وليس بمستغرب عليه ذلك فمؤسسه الدكتور طه الدليمي الذي عرفناه منذ سنواتعلى قنوات التلفاز مجددا في الفكر، سابقا عصره بخطوات ..

  4. (أيها السنة عقيدة، أنتم في حاجة ماسة إلى أن تكونوا سنة ثقافة)

    يا أبناء المشرق أرجوكم اسمعوا صوت الرائد الذي لا يكذب أهله.. حفظ الله الشيخ وسدده ونصره

  5. على كل انسان يريد ان يفهم التاريخ الحقيقي لدولة الاسلامية عليه ان يتابع دكتور طه الدليمي ويقرأ مقالات ومحاضراتة في التاريخ اسأل الله ان يحفظه ويسدد خطاه تعلمنا منه الكثير

  6. كل يوم ازداد يقيناً انك تمنحنا مفاتيح لمعرفة التاريخ والواقع فاصبحنا بفضل الله ثم محاراتك ومقالاتك نميّز بين ما هو دخيل وماهو أصيل
    شكرا لهذ الجهد الكبير شيخنا الحبيب

  7. تعلمنا منك الكثير شيخنا العزيز
    جزاك الله عن اهل السنة خيرا ❤️
    أسأل الله ان يحشرنا معا إلى الفردوس
    مع رسول الله و ابي بكر و عمر و باقي الصحابة.
    عاش أهل السنة… عاش المؤمنين

اترك رداً على سليمان إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى