ديوان القادسيةلهيب القوافيمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

يا رفاق الدرب

د. طه حامد الدليمي

يا رفاقَ الدربِ !

أُهديكمْ سلاماْ

وحماماتٍ ..

حملْنَ الغُصنَ مخضوباً بآهاتي

وحلّقْنَ يتامى

وفراشاتٍ ..

ملأنَ الأفقَ ألواناً

وطرّزْنَ القَتاما

يتناثرْنَ زهوراً وعقيقْ

وعلى طولِ الطريقْ

يتهامسْنَ بأنسامِ الصحاري

والخُزامى

وعصافيراً ..

يغردْنَ بأشواقِ الندامى

لم نجدْ في الكأسِ إلا ذكرَكمْ

يا رفاقي !

وشربنا الكأسَ صِرفاْ

واغترفنا .. من هوى « بغدادَ »

والأرواحُ عطشى

لِنَداها غُرفةً

وقرأنا ..

من كتابِ الحبِّ حرفاْ

فسكرنا .. وسكرنا 

وعلى الغيماتِ رفرفْنا

وطِرْنا

وإلى دجلةَ ودعنا الشآما

وصحونا يا رفاقي !

فإذا ..

ليسَ في الكأسِ سوى دمعٍ تهامى

وفتيتٍ من فؤادٍ

عادَ في البُعدِ حُطاماْ !!

***

يا رفاقَ الدربِ !

أُهديكمْ تحيةْ

وترانيمَ حَنينٍ مشرقيةْ

ويَراعاً ..

زلزلَ الأصنامَ

يهتزُّ يقيناً

ويذيبُ الحِبرَ كُحلاً

في عيونِ العبقريةْ

وشظايا بندقيةْ

زلزلتْ إيوانَ « كِسرى »

وطوتْ تيجانَ « بُصرى » !

حينَ عادوا لِحمانا

مرةً ، للثأرِ والأحقادِ والأطماعِ ، أُخرى

وإذا أبطالُنا في ساحةِ الأمجادِ تترى

يزرعون الأفْقَ أحلاماً وأوراداً وفخراْ

« خالدٌ » عادَ إلينا من جديدْ

يملأُ الصحراءَ ألغاماً

وخيلاً ورجالاً وحديدْ

ويزفُّ النصرَ للأجيالِ بُشرى

و « المثنى » للمَدى أسرجَ مُهراْ

يتبارَوْنَ على صهَواتِهمْ

جعلوا الأرواحَ للتحريرِ مسرى

وسريةْ !

وحنايا الصدرِ جسراْ

عبوةً ناسفةً.. قاذفةً

وكوابيسَ فِخاخٍ دمويةْ

أرعبتْ ليلَ الوحوشِ البربريةْ

طلقةُ القناصِ

والقلمُ المهذبُ و « القضيةْ »

يا رفاقي !

والخيولُ الأُمَويةْ

عدةُ الأحرارِ في الدربِ الطويلْ

يقهرونَ المستحيلْ

فسلاماً وتحيةْ

وكؤوساً أترِعتْ أملاً

وعزماً .. وأماني سندسيةْ

لم نجدْ للدمعِ فيها أثراً

أو فؤادٍ حطمتْهُ

خفقاتٌ مشرقيةْ

بعدَ أن ْ شدَّ حنايا صدرِهِ

بشظايا بندقيةْ

يا رفاقي ! ويراعٍ

جعلَ الحبرَ مساراً

للقضيةْ

  الإثنين  2005/6/27

 قدسيا / دمشق

اظهر المزيد

‫8 تعليقات

  1. حفظك الله ورعاك شيخنا المجدد
    اللهم ثبتنا لنصرة قضيتنا ورزقنا الإخلاص في القول والعمل

  2. عدةُ الأحرارِ في الدربِ الطويلْ

    يقهرونَ المستحيلْ

    فسلاماً وتحيةْ
    الله الله روعة ايها الرائع حفظك الله🌹

  3. الله يحفضك شيخنا الجليل نحن سائرين على رفقتك وعلى طول الطريق مادمنا حتى نلقى الله

  4. دموع ذكريات
    و اشراقة حياة
    و سلاما رق نبضة
    و تدفق بالحياة
    لوح كفة سلاما طيبا
    عذبا مباركا لقضية سنية في دروب الرفقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى