مقالات

من حقيبة الأخبار

اللعب على الطاولة المكشوفة

حينما تبدأ المرأة (رحلة ألف الميل) في طريق الهاوية، تولد الخطوة الأولى في عالم السر، محفوفة بالريبة تنغصها مشاعر الخوف والقلق والتردد، ثم تتبعها من بعد خطوات.. تتبعها خطوات، حتى تنتهي بها الحال إلى أن تقتعد كرسياً على قارعة الطريق، وفي رأد الضحى، (تقود) السالكين إلى مساربه، وتدلهم على خفاياه.

العلاقة مع إيران بالنسبة إلى بعض أتباعها وصلت إلى مرحلة اقتعاد الكراسي، وعلى طاولة مكشوفة الأوراق!

  1. أحد اللاعبين خضير موسى الخزاعي (وزير التربية)، قائد فضيحة الهجوم المسلح على الطلبة في أحد المراكز الامتحانية في الصليخ في 27/حزيران الماضي، لعب على الطاولة مرتين في أسبوع واحد..! ففي اجتماع وزاري عقد قبل أيام لمناقشة (الاتفاقية الأمنية مع أمريكا) قال بصريح العبارة: “لا نوقع الاتفاقية ما دام آية الله علي خامنئي أفتى بحرمتها”!!! بينما قال وزير الداخلية جواد البولاني في الاجتماع نفسه: “إن إيران تحتل أراض عراقية، والشعب لا يدري”! ولا أدري لماذا الشعب لا يدري؟ ولماذا لا تخرج الفضائح إلا حين يختلفون؟! ثم قال الخزاعي أمس (24/10/8) يرد على وزيرة الخارجية الأمريكية: “لتخرج أمريكا؛ فإن إيران قادرة على ملء الفراغ في العراق”!
  2. اللاعب الثاني هو مقتدى.. الذي كثرت الأخبار المتضاربة بشأن مقر إقامته، وأين هو: أفي لبنان عند قريبه حسن؟ أم في إيران؟ أن في مكان آخر؟ ثم قبل عشرة أيام أعلنت مصادر إيرانية مسئولة (وكالة تابناك الإيرانية بإشراف محسن رضائي قائد الحرس الثوري سابقاً وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام حاليا) أن الرجل مقيم حالياً – ومنذ شهور – في قم، يدرس العلم لنيل درجة الاجتهاد في سنة (2010). وألمحت إلى أنه يدرس على يد كبير القضاة محمود الهاشمي أول رئيس لمجلس أعلى آل الحكيم، وآية الله كاظم الحائري صاحب الفتاوى المعروفة بذبح العراقيين.

بالمناسبة ظهر مقتدى أمس في لقاء على قناة (آفاق)، وأشهد أنه لم يردد كلمة “حبيبي”، ولا عبارة “لو صح التعبير”. وكان يتكلم دون أن يخفض رأسه وينظر “رافع الحاجبانة” من تحت جبهته. الظاهر – والله العالم – أن الرجل جاد في دراسته هذه المرة.

اللعب من تحت الطاولة

اليوم الماضي حافل بالأخبار، ومنها تصريح النائب مثال الآلوسي أن السفير الإيراني في بغداد كاظمي قمي راوده بمليوني دولار على رفض (الاتفاقية الأمنية) ولما استغرب مثال هذا العرض أجابه كاظمي: “نحن ندعم مؤسسة صغيرة (كمؤسسة شهيد المحراب) بمليوني دولار شهرياً، فكيف لا ندعم حزباً كبيراً كحزب (الأمة العراقية) بمثل هذا المبلغ”؟! (الحزب المذكور هو الحزب الذي يترأسه مثال). فما كان من الإيراني عمار عبد العزيز الحكيم صاحب المؤسسة المذكورة إلا أن ينبري مكذباً الخبر، ونافياً أي علاقة له بإيران. نستغفر الله من ظن السوء.

كل يغني على ليلاه

داهمت القوات الأمريكية فجر يوم أمس (24/10/8) منزل (السيد) أحمد البغدادي في النجف، واعتقلت ابنه مع شخصين كانا ضيفين لديه. الأمريكان قالوا: إنهما من المجاميع الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني. و(جماعتنا) يقولون: لإنه ضد الاتفاقية الأمنية؛ فهو عراقي شريف ووطني معروف. وأنا أقول: ليس ثمة من تناقض: فالرجل يرفض الاتفاقية لأنه إيراني سواء قلباً وقالباً، أو قلباً ومقلوباً، وإيران – كما هو معلوم – ترفض الاتفاقية بشدة. وابنه يستضيف المجاميع الخاصة للحرس الثوري، والعلة في الحالتين واحدة. وأمريكا فعلت ما فعلت لهذه وهذه؛ فإقحام الشرف والوطنية بالموضوع زيادة شاذة؛ لا تقبل حتى من ثقة. لكن الأمر كما قيل: “كل يغني على ليلاه”…

وللذكرى فإن هذا الرجل (الوطني) لحد العظم هو صاحب الفتوى التالية عن بدعة (الخمس): (ومن امتنع عن أدائه كان من الفاسقين الغاصبين لحقهم بل من كان مستحلاً لذلك كان من الكافرين) ([1]).

يقولون ليلى في العراقِ مريضةٌ

يا صاحبي كل العراق عليلُ

أُواه ليلى تستجيرُ بأهلِها

يا إخوتي خذلَ الفراتَ النيلُ

الحلمُ فى بغدادَ بات محاصراً

والفجرُ فى أحضانِها مقتولُ

__________________________________________________________________________________________

  1. – حق الإمام في فكر السيد البغدادي ، ص10 ، أحمد الحسيني البغدادي.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى