مقالات

رسالة شكر وإعجاب إلى شباب نينوى

الذين أحبطوا مؤامرة الشيعة للاستيلاء على بعض مساجد الموصل

د. طه حامد الدليمي

من مصدر مطلع وموثوق حصلنا على وثائق مصورة هي عبارة عن مخاطبات رسمية بين الوقف الشيعي في محافظة نينوى وبعض الدوائر في المحافظة وعلى رأسها دائرة المحافظة برئاسة السيد المحافظ أثيل النجيفي. في عملية التفافية لضم بعض المساجد والمراقد التابعة للوقف السني إلى الوقف الشيعي. تضمنت هذه الوثائق:

1. مفاتحات جرت بشكل رسمي من المفتشية العامة للوقف الشيعي تطالب بمعلومات لا غير.

2. تهميش المحافظ بكلمة (موافق). (الظاهر أنه لم ينتبه إلى الخطة).

3. كتاباً من مديرية الوقف الشيعي إلى مديرية التسجيل العقاري في نينوى لتزويدها بصورة قيد وخارطة عقار لاثني عشر (11) جمعاً ومرقداً.

اجرت الدوائر المعنية اللازم بدءاً من التسجيل العقاري وانتهاءً بالاوقاف السنية! وانتهت هذه العملية الالتفافية بصدور أمر بنقل (12) اثني عشر جامعًا سنياً الى الوقف الشيعي!

كتب إلي هذا المصدر ما مؤداه أنه بعد الحصول على الاوليات مجتمعة وتصويرها بدأ مجموعة من الشباب ومشائخ الدين بالتحرك لإحباط هذه المؤامرة الخبيثية. فأرسلوا موفداً الى السيد محافظ نينوى ومعاونيه لتحذيرهم من نتائج تمرير هذا العمل والسكوت عليه. وأنه ما من شك بأن هذا التصرف يدخل في دائرة الخيانة للدين والأمة. كان عذر السيد المحافظ أنه لم ينتبه حين وقع بالموافقة على الكتاب إلى مغزاه، وإلى مَ سيؤول اليه. ثم بادر الرجل من ساعته فتوجه الى قناة (سما الموصل)، وأعلن من خلالها استهجانه للأمر ووقوفه بحزم وشدة ازاء التفريط ولو بشبر واحد من جوامع ومساجد الموصل. ونقلت القناة تفاصيل اللقاء تحت عنوان (عاجل ,, عاجل ).

ترافق ذلك مع تصريح ناري أدلى به من بغداد السيد النائب فارس السنجري عضو مجلس النواب (وهو ابن خالة السيد أثيل النجيفي) معلناً وقوفه الحازم الجازم ضد هذا العمل.

كما اتصل الشباب الأبطال ببعض النواب وارسلوا إليهم نسخاً من تلك الوثائق من أجل اتخاذ موقف يتناسب وهذا الحدث.. لله أولاً ثم للتاريخ. واستنسخوا الكثير من النسخ عن الوثائق ووزعوها على شيوخ ورؤساء القبائل وعلماء وخطباء الموصل.

لم يكتف الشباب الموصلي المؤمن بهذا، فسعوا إلى جمع السادة الأفاضل علماء الموصل ومشايخها بعد صلاة العصر في (جامع النبي شيت) لاتخاذ الموقف المطلوب. مع تهيئة بعض القنوات الفضائية وهي (قناة الشرقية والبغدادية وصلاح الدين والموصلية وسما الموصل) لحضور التجمع ونقله. واعتذرت (قناة الحرية) التابعة للرئيس جلال طلباني عن الحضور بسبب (حساسية الموقف) على حد تعبير أصحابها.

وهكذا تم الأمر ووصل الشباب المجاهد إلى غايته من إحباط هذه العملية الجبانة، فأعلن نوري المالكي بقاء الجوامع على ماهي عليه.

فانظروا إخواني كم هم ضعفاء هؤلاء الطائفيون المأزومون!

وكم أنتم أقوياء! إن هي إلا حركة مسددة واعية حتى تهاوت تلك المؤامرة، وانزوى أصحابها إلى جحورهم بانتظار فرصة أخرى، وهيهات هيهات. وانظروا أيضاً كم هم حمقى! فما الذي حققه أولئك المتخلفون الفتنويون غير أنهم أثاروا عليهم الناس، ونبهوهم إلى المؤامرة التي يبيتها الشيعة ضدهم؟ فاستيقظ المارد السني المخدر بالثقافة (الوطنية) الخائبة. هذا وكل الظروف المحيطة بأولئك المتآمرين: الداخلية والإقليمية والعالمية بدأت بالميلان إلى غير جهتهم، لكنهم لا يرون ولا يعون! وكأني أرى فيهم قوم لوط عليه السلام حين قال الله تعالى يصف حمقهم والعذاب قاب قوسين أو أدنى منهم: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) (الحجر:72-74).

فإلى أولئك الشباب الأحرار هذه الكلمات، التي كتبتها على عجل فخرجت عفواً على السجية، لافتاً نظرهم إلى ضرورة الاستمرار بالضغط الشعبي والجماهيري، والتركيز على هذا الحدث الجلل في خطب الجمعة والدروس العلمية والندوات والصحف.. وإبقاء الحدث في ذاكرة الجماهير حتى يصدر كتاب رسمي بالغاء كافة الاجراءات التي حولت المساجد الى ابناء المتعة. أما تراجع المالكي وسكوته دون صدور أمر لاحق بإبطال الأمر السابق فلا يكفي ثمناً للسكوت. وإنها – والله – لفرصة كبيرة لاستثمار هذا الحدث لاسترداد الهوية السنية، وصناعة القضية، ودفع الجمهور السنّي للتخندق ضد معسكر الباطل الشيعي. داعياً – في الوقت نفسه – شباب السنة في بقية المحافظات أن يحذوا حذوهم، ويرموا رميهم:

يا شباب الموصل!

بكم يتحزم الظهر، وبأمثالكم يشيع التفاؤل في النفوس المتعبة، ويتلون الأفق الكئيب بألوان الأمل الزاهية الهفهافة.

أنتم تفتحون آفاقاً من التفكير، وتحثون العقل على أن يبقى على الدوام يقظاً يفكر؛ إذ تضعونه وجهاً لوجه أمام تحدياتٍ ما أجلَّها وما أجملها! تلكم هي التحديات الإيجابية وليست السلبية – كما هو شأن البعض – وبذلك تنطبق عليكم مقولة ( القائد هو الذي يضع الحل ولا يولد المشكلة ). أرأيتم طالب علم لما ينهِ دراسته الكلية بعدُ، فإذا هو يكرم لذكائه وإنجازاته بدرجة الدكتوراه! نعم سيفرح ويبتهج ويفخر ويسمو، لكنه – في الوقت نفسه – يجد نفسه أمام تحدٍّ كبير: كيف سيتثمر هذا النجاح بطريقة متوازنة تتناسب والحالة الجديدة؟

هذا هو التحدي الإيجابي، وأنتم سادة العارفين.

إخواني أبناء الفاتح عبد الله بن المعتّم رضي الله عنه!

سلام على دجلتكم ومائها البارد الرقراق، أبعثه من إستانبول على أمواج البسفور محلقاً فوق ذرى جبال دهوك.. متماوجاً مع روابي سميل وختارة ودوغات وبدرية وقصبة القوش،، حتى إذا وصل المنارة الحدباء انحنى ليسجد ركعتين في رحابها العبقة قبل أن يمر بشفتي على جباهكم ليبصم لها بقبلة المجد، ويضع على رؤوسكم وردةً حمراء تنبض بالصبابة إكليل عز وجمال وبهاء.

هذه كلمات تنبع من أعماق قلبي، وقبل أن أخرجها حارة دافقة اعلموا أنها قد انبثت في جميع خلاياه فحملتها كل خلية من تلك الخلايا سلاماً وتحية، وحباً وشوقاً، وإعجاباً وثناءً. فجزاكم الله تعالى خيراً وربط على قلوبكم وزادكم هدى.

يا رفاقَ الدربِ !

أُهديكمْ سلاماْ

 

وحماماتٍ ..

حملْنَ الغُصنَ مخضوباً بآهاتي

وحلّقْنَ يتامى

 

وفراشاتٍ ..

ملأنَ الأفقَ ألواناً

وطرّزْنَ القَتاما

 

يتناثرْنَ زهوراً وعقيقْ

وعلى طولِ الطريقْ

يتهامسْنَ بأنسامِ الصحاري

والخُزامى

 

وعصافيراً ..

يغردْنَ بأشواقِ الندامى

 

لم نجدْ في الكأسِ إلا ذكرَكمْ

يا رفاقي !

وشربنا الكأسَ صِرفاْ

 

واغترفنا .. من هوى « بغدادَ »

والأرواحُ عطشى

لِنَداها غُرفةً

وقرأنا ..

من كتابِ الحبِّ حرفاْ

 

فسكرنا .. وسكرنا

وعلى الغيماتِ رفرفْنا

وطِرْنا

وإلى دجلةَ ودعنا الشآما

 

وصحونا يا رفاقي !

فإذا ..

ليسَ في الكأسِ سوى دمعٍ تهامى

وفتيتٍ من فؤادٍ

عادَ في البُعدِ حُطاما !!

 

لا لم يعد القلبُ حطاماً.. هذا كان في سنة 2005 ، يوم كنت مع كل حرف أسكب دمعة.. أما اليوم فحاشا وكلا..

هل انتبهتم – إخوتي ! – يوم التقينا في يوم ما إلى كُناكم؟ لقد كانت جميعاً ” عمر .. عمر .. عمر ” !!!

هل أدركتم لماذا؟

لقد جاء زمان ( العمريين )! وأنا أقرأه هكذا ” قدر .. قدَر .. قدر!!!).

أنا اليوم أردد المقطع الثاني من تلك القصيدة التي كتبتها وأنا في دمشق غريباً حزيناً كأشد ما يكون الحزن، لكن الفأل والأمل – والفضل لله ربي – لم يفارقني أبداً.

الآن تذكرت.. لقد كان أقرب مسجد إلى نزلنا عندما كتبت القصيدة اسمه مسجد (العمري)، الواقع في مدينة ( قدسيا )! فسبحان الذي جمع كل هذا في كلمة واحدة!

وإليكم المقطع الثاني هدية:

يا رفاقَ الدربِ !

أُهديكمْ تحيهْ

وترانيمَ حَنينٍ مشرقيهْ

 

ويَراعاً ..

زلزلَ الأصنامَ

يهتزُّ يقيناً

ويذيبُ الحِبرَ كُحلاً

في عيونِ العبقريهْ

وشظايا بندقيهْ

زلزلتْ إيوانَ « كِسرى »

وطوتْ تيجانَ « بُصرى » !

 

حينَ عادوا لِحمانا

مرةً ، للثأرِ والأحقادِ والأطماعِ ، أُخرى

 

وإذا أبطالُنا في ساحةِ الأمجادِ تترى !!

يزرعون الأفْقَ أحلاماً وأوراداً وفخراْ

 

« خالدٌ » عادَ إلينا

من جديدْ

يملأُ الصحراءَ ألغاماً

وخيلاً ورجالاً وحديدْ

ويزفُّ النصرَ للأجيالِ بُشرى

و « المثنى » للمَدى أسرجَ مُهراْ

يتبارَوْنَ على صهَواتِهمْ

جعلوا الأرواحَ للتحريرِ مسرى

وسريهْ !

وحنايا الصدرِ جسراْ

عبوةً ناسفةً

قاذفةً

وكوابيسَ فِخاخٍ دمويهْ

أرعبتْ ليلَ الوحوشِ البربريهْ

 

طلقةُ القناصِ

والقلمُ المهذبُ و « القضيهْ »

يا رفاقي !

والخيولُ الأُمَويهْ

عدةُ الأحرارِ في الدربِ الطويلْ

يقهرونَ المستحيلْ

 

فسلاماً وتحيهْ

وكؤوساً أترِعتْ أملاً

وعزما

وأماني سندسيهْ

 

لم نجدْ للدمعِ فيها أثراً

أو فؤادٍ حطمتْهُ

خفقاتٌ مشرقيهْ

 

بعدَ أن ْ شدَّ حنايا صدرِهِ

بشظايا بندقيهْ

 

يا رفاقي ! ويراعٍ

جعلَ الحبرَ مساراً

للقضيهْ

 

إخواني!

نحن على أعتاب مرحلة جديدة .. كيف نحرك الجمهور؟ ومتى؟ وكيف نتحكم في حركته؟ وفي أي اتجاه؟

وتلك هي القيادة الحقة، فإن كانت على منهاج النبوة، ولا بد أن تكون بإذن الله، فهي إحدى الحسنيين العظميين!

وتحياتي ( للعمريين ).

والسلام

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى