سياسةمقالاتمقالات الدكتور طه الدليمي

مَوقفُنا – نحن التيار السني – منَ العُرُوبَة

د.طه حامد الدليمي

ما فهمناه من كتاب ربنا، وتلقيناه من الحق على يد أهله، أن العربية أصل العروبة؛ والعربية عربية لسان وثقافة، لا عربية عرق ونسب؛ فمن تكلم العربية فهو عربي، ومن تغير لسانه فإلى لسانه ينسَب. وإلا فكل الناس عرقياً: انحدروا من أبٍ واحد: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا). وإنسانياً متساوون عند خط الشروع، والتفاضل يقوم على أساس العمل والتقوى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13). العربية إذن أصل العروبة، وليس العكس.

هذه قاعدة مكينة ومنطلق رصين في النظرة إلى القوميات والأعراق. بل هي أم القواعد في بابها! ولأننا عرب؛ ومن طبع أي إنسان أن يهتم بأصله وجذره ومنحدره، نهتم بالعروبة. وللآخرين أن يهتموا بأصولهم ضمن هذا السياق دون أن يشمخ بعضنا على بعض.

ثمت أسباب أُخرى تعزز ذلك الاهتمام. فقد اختار الله تعالى العرب لحمل رسالته إلى الأمم. ومن هنا، أي: من تعلق الأمر أساساً برب العالمين لا بأحد من العالمين كان كره العرب علامة على النفاق، وحبهم من الإيمان. هذا من حيث المجموع. أما من حيث الأفراد فكل فرد بحسبه على قاعدة (إن أكرمكم عند الله أتقاكم). ثم إن عدونا الأول يعادينا كعرب، لا كمسلمين فقط. فمن طبيعة الفرس إلا القليل، وخلافاً لكل الشعوب المسلمة، أنهم يكرهون العرب كما يكرهون الإسلام والمسلمين، ويطعنون فيهم جميعاً. فهم لا يعادوننا لإسلامنا فحسب، بل لأننا عرب أيضاً. فإدخال العروبة في معادلة الصراع ضرورة لكي يعتدل ميزان القوى المتصارعة المختل في غياب هذا العنصر الفعال.

ولأن العراق مهدد في هويته وانتمائه العربي. ولأننا في حاجة إلى أن يعرف إخواننا من القوميات الأخرى نظرتنا عن عروبتنا، وأنها ليست عرقية عنصرية، بل تقوم على أساس أن الناس سواسية في أصل الخلقة، وفي نقطة الشروع. وعلى أساس أن من أحب العرب فهو منهم روحاً ووشيجة، فهو بهذا المعنى عربي. بل المجال أمامه مفتوح لأن يكون خيراً من عربي دونه في مقياس التقوى والعمل. كما وضحته الآية الكريمة. واعتبار غير العربي بالمعنى الذي ذكرناه ليس لأجل الاستحواذ والتكثر، بل بدافع الحب والتقرب.

منشأ العروبة

نظرتنا للعروبة إذن ذات منطلق إنساني يقوم على:

  1. الفطرة.

أي الطبيعة التي خلق الإنسان عليها؛ فكل إنسان يحب أسرته، ثم أقاربه، ثم تتسلسل الحلقات حتى تصل به إلى قومه. ومن حب القوم جاءت كلمة (القومية). ولهذا فإن حب المرء أسرته وشعوره بالانتماء إليها أكثر من بقية الأُسر شيء يأتي في سياقه الطبيعي. كذا حبه لقومه. بشرط أن لا يخرجه حبه من حق، ولا يدخله في باطل. ولا يتعالى بهم على غيرهم. فالتعالي علامة عِلَلِيّة لا تليق بالأصحاء الأسوياء.

  1. الدين.

فقد ثبت في النص الرياني أن الوجود البشري بدأ بزوجين: رجل وامرأة. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13). وأن هذين الزوجين هما آدم وحواء. وثمت ما يدل في النصوص القرآنية على أن مهبط أبوينا كان بمكة عند بيت الله المحرم: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آَمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:96،97). ومن هنا انطلقت مسيرة البشرية.

وهذا لا يمنع أن يكون قد سكن الأرض قبل أبينا آدم عليه السلام بدهور متطاولة فصيل من البشر. بل في النص الديني ما يفهم منه أن هذا الفصيل أفسد في الأرض فكان مصيره الهلاك. وإليه الإشارة بقوله جل جلاله: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30). يترجح عندي أن وصف الملكئة لساكن الأرض القادم آنذاك بالفساد وسفك الدماء متأتٍّ من تجربة سابقة. وحين نذهب إلى نص آخر في القرآن يتعلق ببدء الخليقة يبدو لنا أن ثمت فرقاً بين ذلك الفصيل وبين آدم، هو وجود الروح عند الأخير دون الأول: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) (الحجر:28،29).

أول قومي عنصري في تاريخ الخليقة

تذكر الآيات أن أول من شمخ بأنفه على غيره بسبب عرقه (قوميته) هو إبليس؛ لقد منعه اختلاف العنصر الذي تحدر منه أن يسجد لآدم رغم الأمر الإلهي: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) لماذا؟ (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (الحجر:30-33). وجاء في نص آخر: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) (ص:75،76).

  1. الآثار والدراسات التاريخية واللغوية والبحوث العلمية الجينية:

تُجمع الدراسات القائمة على البحث العلمي والوثائق الآثارية (الآركيولوجية) مدعمة بعلم (الميقاتية = الكورونولوجيا)([1])أن بداية الإنسان الحديث ومنشأ الحضارة كان من الجزيرة العربية([2]). وهو يؤيد ما جاء في القرآن من أن البداية كانت بمكة (أو بكة كما كانت تسمى من قبل)، وأن لغة البشر أصلها واحد، ثم تفرقت الألسن وتغيرت بعد أن خرج الإنسان من الجزيرة وابتعد عن منبته الأول شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً. وإلى ذلك أشار كتاب الله: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) (البقرة:31). وذلك يكشف عن السر الذي لأجله نجد أي لغة معاصرة من لغات العالم، أكثر من نصف مفرداتها ذات جذور عربية. إلا الفارسية فإن 90% من مفرداتها ذات جذور أو أصول عربية([3]). والغرب لا ينكر أن الأبجدية هي من ابتكار العقل العربي. وليس أمامه سوى الاعتراف بالحقيقة؛ فما زالت بصمات الأبجدية العربية حاضرة مطبوعة على أبجديات لغاتهم. فالأبجدية الإنكليزية تبدأ بكلمة (ABCD = أبجد). مع ملاحظة أن حرف الجيم (ج) في العربية القديمة قد اختفى في اللاتينية، واستعيض عنه بالحرف (c). كما كتبوا اسم الجمل: (Camel) فوضعوا حرف (C) بدل الجيم . وفيها (KLMN = كلمن) و(QRST = قرشت).

وما زالت كلمات مثل (ألفا = ALFA) (بيتا = BETA) (جاما = GAMA) شائعة في كتبهم العلمية، ومنها أشعة جاما في الطب. وهي أسماء عربية لأحرف عربية.

اللغة العربية هي أصل جميع لغات العالم، ومنها اشتقت بقية اللغات في آسيا وأوربا وإفريقيا وغيرها؛ لأن جزيرة العرب موطن الإنسان الأول الحديث متمثلاً في آدم u.

العروبة إذن عروبة لغة أو لسان. أما عرق البشرية فواحد. فمن بقي على اللسان العربي بقي اسمه، المشتق من لغته، كما هو عربياً. ومن تغير نطقه لأصل لغته تغير اسمه، ونسي أصله إلى حد أن الناس ما عادوا يعرفون حقيقة انحدارهم ومعنى اختلافهم القومي، لا يدركون نقطة الربط بين الاسم المتعدد والأصل الواحد. وهذا شيء طبيعي؛ فكثير من العشائر اليوم نراها تختلف في تحديد الجذم القبلي الذي تحدرت منه.

العربي إذن إنما سمي عربياً نسبةً إلى لسانه ولغته، وليس العكس، أي: لم تكتسب لغته اسمها العربي نسبة إلى عرقه. وكذلك القرآن الكريم، وصف بأنه عربي – كما في قوله سبحانه: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) – نسبة إلى اللسان العربي لا نسبةً إلى العرق. فالعروبة لسان، أما الأصل، أصل البشر و(عشيرتهم) فواحدة([4]).

علينا إذن أن نتذكر دوماً أن القومية في أصلها قومية لغة ونطق، لا قومية جنس وعرق. وحين تكون العروبة عروبة نطق لا عروبة عرق، وتفهم الشعوب هذا التوجه في الفهم ومدى عمق أثره في تشكيل ذهنية الإنسان ونفسيته تنحل كثير من العقد. وتستشعر البشرية أنها من عائلة واحدة. وبهذا يرتقي مفهوم القومية، أيِّ قومية، من مستواه العرقي العادي إلى مستواه الإنساني السامي.

الإسلام هو الإطار الجامع والمعيار الضابط

ولزيادة الأمر توضيحاً، وبعداً عن الإشكالات أقول: الإسلام هو الإطار الذي يحوي ويضبط ويحكم كل المبادئ التي نؤمن بها؛ بهذا نفترق عن (القوميين) الذين جعلوا العروبة هي الإطار، وأبعدوا الدين عن موقعه من المعادلة. كما أننا نفهم أن من حق كل إنسان أن يعتز بقوميته ويصل أبناء أمته، بدءاً بعائلته وأبناء عمومته وقبيلته إلى أبعد نقطع في الدائرة الجامعة، ويحبهم أكثر من غيرهم؛ فتلك هي الطبيعة التي خلق عليها البشر، كما قال عنها خالقهم ومنشئهم: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (الروم:30) . وذلك هو حقه بحكم تلك الفطرة، بل الواجب عليه، ما لم يخرجه ذلك إلى تعصب، أو بغي على الآخرين. فمن حق الكردي أن يدافع عن قومه وكرديته، كذلك من حق التركي وحتى الفارسي، وحق كل الأمم والأوطان والشعوب.

2/1/2023

_______________________

[1]- الكرونولوجيا (Chronology) أو الميقاتية: علم يقوم على تحديد الحوادث وفقاً لتسلسل وقوعها، وتقسيم الزمن إلى فترات وتحديد التواريخ الدقيقة للأحداث، مثل نشأة الكون ونشأة الأرض ونشأة الحياة وتاريخ الإنسان والتاريخ الحديث.

[2]- مؤخراً (في 2016) قام فَريق من العُلماء في أوربا وأمريكا بقيادة الدُكتورة البريطانية (فرانشيسكا غانْديني عالمة في الوراثة والبيولوجيا الجزيئية والخلوية في جامعة هدرسفيلد Huddersfield بالمملكة المتحدة) بإنجاز بحث علمي يستَنِد إلى دِراسة سُلالة الحِمض النووي للميتوكوندريا النادِرة، وهي أكثر شيوعًا بشَكل فريد في شبه الجزيرة العربية والقرن الأفريقي. أقروا فيه أن الجَزيرة العربية هِي مَوطِن الإنسان الأول. ومنها انتَشَر البشر إلى إفريقيا وأوروبا وآسيا. نشر البحث في المجلة العلمية:

Scientific Reports 6, article number: 25472; doi: 10.1038lsrep25472

انظر: سلسلة تدوينات لخالد آل كمال (@Khalid_Al_Kamal) ١٦ ديسمبر 2022.

[3]- للتوسع في الموضوع يمكن الرجوع إلى المصادر التالية: موسوعة البروفيسور عالم التاريخ واللغات السوري الدكتور أحمد داود الموسومة بـ(تاريخ سوريا الحضاري القديم) بستة مجلدات. قصة الحضارة، ويل جيمس ديورانت. معذرة كولومبوس لست أول من اكتشف أمريكا، هاينكه زودهوف. العصور القديمة، جيمس هنري بريستد. المَجَلة العِلمية العالمية “Scientists Reports.

[4]- يوغل د. أحمد داود أكثر في كشف حقيقة خطيرة غائبة عن  الجمهور فيقول (تاريخ سوريا الحضاري القديم 1- (المركز)، ص63-64): (أما العربية الفينيقية فهي لغة اليونان وإيطاليا القديمة؛ إذ إن العرب السوريين هم أول من استوطنها وشاد فيها المدن ونقل إليها أسباب الحضارة. ويكفي شاهداً على عروبة هذه اللغة أن أباطرة روما من الفينيقيين مثل سبتيمو سفيرو، ومن السوريين مثل فيليب العربي أصروا على أن تكون كلمة (العربي) هي اللقب الذي كانوا يتخذونه لأنفسهم وهم على كرسي روما الإمبراطورية)! وقال في موضع آخر (تاريخ سوريا الحضاري القديم 1- (المركز)، ص674): ماذا يمكن أن يقول العربي إذن، الذي يجد في كل من الفارسية والهندية والتركية ثلاثة أرباعها من العربية القديمة أو الحديثة، وإن في اللغات الأوربية جميعاً من الكلام العربي القديم والحديث ما تزيد نسبته عن النصف؟ أما الإغريقية القديمة والإيطالية القديمة، فهي، في مجملها، العربية الفينيقية كما أثبتت جميع الدراسات الجادة والموضوعية اليوم.

ويقول (تاريخ سوريا الحضاري القديم – 2، ص533-540): إن جميع الدراسات الجادة لتاريخ الإغريق أثبتت – كما برهن العالم السوري المعاصر د. أحمد داود – أنهم جميعاً كانوا يتكلمون لغة واحدة هي السـريانية، وإن اختلفت لهجاتها. بل إن لغة التخاطب للشعوب التي يمتد تواجدها من حوض السند إلى المحيط الأطلسـي، ومن شواطئ البحر الأسود إلى شواطئ بحر العرب وإفريقيا إلى اليونان وإيطاليا هي السريانية. ولم يكن السوري قديماً وهو يتنقل بين هذه الأصقاع في حاجة إلى مترجم للتفاهم مع سكانها. لقد كانت السريانية هي اللغة التي نطق بها إسكندر بن فريام في طروادة، وهيلين الجميلة في إسبارطة، وإخيل وأبناء قدموس في طيبة، وأرسطو وإفلاطون وسقراط في أثينا، وفيثاغورث في صاموس، وهيرودوت في كل البقاع التي طافها من سوريا إلى شبه جزيرة العرب إلى وادي النيل وليبيا. وكما تكلمها كورش وداريوس تكلمها أدونيس القائد في صاموطراقا، وإسكندر بن فيليب في مكدونيا… وبكلمة موجزة واحدة: ما من عبارة واحدة نطق بها إنسان للتفاهم مع جماعة حضرية أو كتب بها كاتب أو نظم بها شاعر غير السريانية التي كان يتكلم بها الجميع بالسليقة، ويتعلم أصولها الآخرون”. استند د. داود في ذلك إلى علمه بالتاريخ واللغة. واستشهد لذلك بعلماء من الغرب والشرق مثل أندريه إيمار ومحمد كامل عياد وبيير روسي وويل ديورانت. ويقول (تاريخ الحضارة، سلسلة محاضرات على اليوتيوب، الحلقة الأولى): إن عرب الجزيرة أسسوا أول حضارة في تاريخ الهند في سواحل أو جزر الهند الغربية وذلك في الألف الرابع قبل الميلاد، ودعيت بحضارة ما قبل الهندية.

اظهر المزيد

‫24 تعليقات

  1. معلومات ومفاهيم موفقه في بيان العروبة لسان قبل ان تكون قومية،؟
    علينا ان ننشر هذه الثقافة لحمايت انفسنا وديننا وأوطاننا….
    مقال روعة 🌹

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله الدكتور الدليمي خير الجزاء
    إذن العربية لسان وثقافة، والاصل البشري واحد، والتفاوت في التقوى
    ولا تعالي لانتماء على آخر

  3. جزاك الله خير دكتور، فعلاً الاسلام هو الاطار الذي يحوي ويضبط اي مبدأ، طبعاً المشكلة معنا نحن التيار السني امام الاسلاميين الذين ميّعوا الانتماء العربي لنا وجعله سُبّة نستنكف منه، بل جرّدوا كثيراً من العلماء العرب عن عروبتهم؛ ارضاءً لمفهومهم (الاسلامي) الذي لا فرق بين عربي واعجمي إلا بالتقوى، وتركونا حيرى دون ضابط يؤطر المعنى الحقيقي؛ وامام القوميين الذين ايضاً رفعوا من شأن العروبة وجعلوها فوق الاسلام، وربما والله اعلم اصاب القوميون الهدف اكثر من الاسلاميين، فهم اعرفُ بالعدو الفارسي وخطره اكثر من غيرهم من الحركات الاسلامية.

  4. العربية لسان والقران نزل باللغة العربية وفي مكة اكرم البقاء واكثر الناس خلقنا ً وانتظاماً كما انتظمت لغتهم
    بهذا نفخر !!
    والفخر كل الفخر لمن اتقى الله وخاف مقامه(ان اكرمكم عند الله اتقاكم )

  5. تقدم أيها العربي شوطا ** فإن أمامك العيش الرغيدا
    وأسس في بنائك كل مجد ** طريف واترك المجد التليدا
    فشر العالمين ذوو خمول ** إذا فاخرتهم ذكروا الجدودا
    فهل إن كان حاضرنا شقيا ** نسود بكون ماضينا سعيدا
    وما يجدي افتخارك بالأولى ** إذا لم تكسب فخرا جديدا
    وخير الناس ذو حسب قديم ** أقام لنفسه حسبا جديدا
    فدعني والفخار بمجد قوم ** مضى الزمن القديم بهم حميدا

  6. انتضمت معلوماتك كإنتظام اللغة العربية
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
    نور الهدى من أرضنا ** في معظم الدنيا انتشر
    ما أرضنا لو أنصفوا ** إلا سماء للبشر

    جزاك الله خيراً دكتور

  7. جزاكم الله خيرا دكتور على هذه المقالة
    التي بينت لنا خط الشروع الذي ننطلق منه نحن
    واوضحت مفاهيم كانت متشابكة لدينا بسبب الثقافة السائدة لدينا
    ربي يحفظكم ويوفقكم ويفتح على أيديكم
    نتمنى من الجميع نشر المقالة على أوسع النطاق

  8. جزى الله الشيخ الهمام ……الشخصية العراقية مزدحمة بالهويات والانتماءات ……والهوية تظل فكرة ما لم تتحول إلى ممارسة سياسية فاعلة …….

  9. مقال يوضح لنا اصل العروبة و تاريخها العميق
    حضار وبناء واللغة في ضوء الإسلام
    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل مفاهيم مهمة
    لبناء أهل السنة.

  10. مقالة رائعه
    جزاك الله خيرا شيخنا الغالي
    العربية أصل العروبة؛ والعربية عربية لسان وثقافة، لا عربية عرق ونسب

  11. مقال في قمة الروعة
    ان لوجود العرب في هذا العالم اهميه كبرى ومن دون العرب هذا العالم لا قيمة لهُ وما زالت ايران وغيرها تعمل على تفكيك العرب ودمارهم لكن تستمر نهضتنا وتبقى عروبتنا ابية امام الغزات الطامعين ….حفظك الله ورعاك

  12. جزاك الله خيرا دكتورنه الغالي مفاهيم ومعلومات راقيه وقيمه ويكفينا فخرا ان القران نزل بلسان عربي مبين

  13. لو تأملنا في القرآن كلمة عرب او عربي لوجدناها جميعها قرنت باللسان واللغة ولم تُقرن بالنسب او العرق وفي هذا دلالة على ان العرب نسبة الى اللغة لا الى العرق وربما في هذا دلالة على ان اصل البشرية عربية ومنه بمرور الزمن تفرقت وانتشرت واختلفت البشرية وتنوعت وضاعت اصولها وتحولت اللغة الى لهجات ولغات ..

  14. تحية طيبة دكتور..
    العربية من تكلم العربية نقطة مهمة جدا والعالم أسرة واحدة من ابوين ادم وحواء، الانسان مخلوق اجتماعي بطبعة لا يستطيع العيش بشكل مفرد، كونه في حالة تفاعل مستمرة و دائمة مع اقرانه، هذا التفاعل الذي يكون دائما مبني على ضرورة توفر وسيلة و ألية واحدة و مهمة و هي اللغة، التي لا يمكن فصلها عن الانسان كونها ظاهرة فكرية مرتبطة به دون غيره من الكائنات الحية، مقالة جميلة جداً

  15. العربيه هي عربية اللسان وليست عربية العرق.
    مفهوم مهم ورائع يجب أن يعمم ليصبح حقيقة ثابتة.
    ولساننا العربي هي ميزة وكرامة ربانيه أعطاها الله للعرب ليكونوا خير امة أخرجت للناس.
    جزاك الله خير الجزاء شيخنا الفاضل يامن أنرت عقولنا وقلوبنا.

  16. ماشاءالله
    مقال اكثر من روعه
    فعلا اللغه العربيه هي الاصل والعراق هو اصل اللغه العربيه
    انطلاقا الى العالم اجمع واجمل مافيها القران باللغه العربيه
    جزاكم الله خير الجزاء وسدد خطاكم

  17. ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) يقول: لتنذر قومك بلسان عربي مبين, يبين لمن سمعه أنه عربي, وبلسان العرب نـزل,
    إذن العربية اللغة تتبعها ثقافة والله سبحانه أنزل آيات بينات لفضل اللغة العربية ومكانتها بين الأمم وما تحمله
    من مكانه راقية وفعالة بوركت جهودك شيخنا المجدد
    مقالة قيمة تحمل في سطورها تراث عظيم .

  18. اللغة هي مفتاح الانسان وكلما كانت لغته جميلة وانيقة كان هو كذلك فالحمدلله الذي جعل لساننا عربيا اللغة العربية هي لغة اهل الجنة ولغة آدم عليه السلام هي ليست لغة من صنع البشر فما اجملها من لغة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى