مقالاتمقالات أخرى

سقوط القناع عن راكب الأمواج

الأستاذ ناصر عمر القريشي/ التيار السُنّي في العراق-المنظومة السياسية

وأنا أتصفح في محرك البحث في صور كي أضمنها مقالتي استوقفتني صوراً لفلمين أجنبيين يحكي أحدهما قصة مجموعة من راكبي الأمواج وفي الوقت نفسه يسرقون المصارف ليمولوا بها نشاطاتهم وطريقة عيشهم، والصورة الثانية كانت تحكي قصة سارقين يرتدون لباس راهبات!

ولا يخفى على أحد الرمزية الدينية لهذا اللباس، فقلت لنفسي: هؤلاء هم مثل حكومة الشيعة وأحزابها وأذناب إيران، يرتدون اللباس الديني، ويلبسون الأقنعة ويركبون كل موجة شعبية وجماهيرية في النهار ويسرقون في الليل.

راكب الأمواج

لطالما عرفنا –ومنذ مايقرب من ربع قرن من الزمان- أن رجال الدين الشيعة هم في الحقيقة يمارسون السياسة بلباس الدين، وأن التشيع في أصل تأسيسه حزب معارض لبس لباس الدين كي يكون مقبولاً لدى أتباعه؛ لذا نجد أن كثيراً من الفرق الدينية والأحزاب انتهت ولم تستمر لأنها افتقرت لما تميز به التشيع من ممارسته للسياسة من خلال العمامة والكالوش اللذان يرتديهما رجل الدين الشيعي مهما كان مستواه العلمي متدنياً، وهذا ما افتقرت له رجالات تلك الفرق والأحزاب البائدة.

ومن بين هؤلاء المعممين مقتدى الصدر الذي لا يملك الحد الأدنى من متطلبات العلم والفكر، بل ولا حتى مهارات الكلام البسيطة؛ وهذا راجع لضحالة مستواه العقلي والعلمي حتى أنه كان يسمى –قبل لبسه للعمامة- مقتدى أتاري!

لأنه كان صبياً طائشاً لا علاقة له بالدين والعلم، ولكن موت أبيه وتركه لأتباع بالآلاف جعل هؤلاء الأتباع يتطلعون لشخص يخلف أباه حتى ولو كان شخصاً بحجم مقتدى أتاري!

إن الوضع الذي وجد مقتدى نفسه فيه هو شأن الطفل الذي يلبس ملابس أبيه الكبيرة والتي يبدو بها مثيراً للسخرية، فكان لابد له من بطانة وحاشية تقف خلفه لتوجهه يميناً وشمالاً كي يبدو باحسن صورة بتلك الملابس الواسعة.

فمرةً تجده يركب موجة المقاومة بعد أن رحب بالمحتلين وسماهم ضيوفاً، وتارة هو قائد جيش المهدي المجرم والمسؤول عن قتل وتهجير الآلاف من السنة والمقابر الجماعية أكبر دليل على إجرامه، وتارة أخرى يلبس عباءة الأخوة الوطنية ويصطف مع بعض الجهات السنية والوطنية التي لم تألوا في إضفاء وترسيخ تلك الصورة في أذهان الغير، حتى صار يعرف بعدد من الألقاب التي ليس له منها سوى الأسماء فهو الوطني والشيعي العروبي والمقاوم وغيرها.

 

قناع الوطنية

إن أفضل قناع تخفى خلفه مقتدى وأتباعه هو قناع الوطنية البائس والذي صدره للخارج قبل الداخل وليكون رمزاً وعلماً على الشيعة العرب الذين لا يوالون إيران، ولا يسيرون خلفها، بل هم يقفون على الضد منها، ونسي أو تناسوا دعاة الوطنية أن الشيعة إنما يسيرون على قاعدة: تعدد أدوار ووحدة هدف، وما مقتدى إلا ممثل يلعب دور الوطني المقاوم للمحتل الأمريكي والعروبي الرافض للوجود الإيراني، بالرغم من أنه لم ينقطع طيلة السنوات الماضية عن زيارة إيران لأغراض الزيارة والدراسة واللقاءات بالقيادات الإيرانية وعلى أعلى المستويات.

 

ويستمر لبس القناع

استمر مقتدى وأتباعه بلعب الدور وعلى أكمل وجه واستمر المخدوعون بالترويج لهذا القزم وتصديره على أنه الرمز الوطني الذي يتصدر المظاهرات مرة بالدعوة إليها، وتارة بالمشاركة فيها وأخرى بالاعتصام داخل المنطقة الخضراء، هذا كله وهو لم تتشكل حكومة إلا وكان السبب في تشكيلها على أن يكون له فيها النصيب الأوفر، فهو برجله اليمنى في الحكومة، ورجله الأخرى بالمعارضة، ولكن الحال لا يمكن أن يبقى هكذا ولابد من يوم تشرق فيه الشمس على راكبي الأمواج والسراق فينكشف فيه أمرهم أمام الملأ.

 

مظاهرات أكتوبر تُسقط الأقنعة

انطلقت مظاهرات أكتوبر ولكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها من المظاهرات في مادتها ومضمونها، فمادتها شباب ينشدون التغيير ويحلمون بوطن ومستقبل ليس لأذناب إيران فيهما أي محل، وليس للأحزاب الطائفية أي مساحة، واستمر الأمر على هذا الحال ما يقرب من ثلاثة أشهر تتساقط فيها الأقنعة، وتتكشف فيها المواقف بعد أن حاولت الحكومة والأحزاب ومن ورائهم إيران حرف المظاهرات عن مسارها من خلال استهدافها بالتخويف والاعتقالات والاختطافات والقتل وغيرها من وسائل القمع المختلفة، أو من خلال ركوب موجتها فباءت كل المحاولات بالفشل، فلجات إيران إلى ورقتها المؤجلة (مقتدى وتياره) وهادي العامري ومنظمته المجرمة بعد أن جمعتهما معاً ورتبت معهما الأمور وعادا إلى بغداد فخرجوا بمظاهرات هم واتباعهم ومعهم بقية أحزاب السلطة وميليشياتها لينادوا بإخراج المحتل الأمريكي من العراق!

ولكن الهدف الحقيقي هو إنهاء المظاهرات التي استعصت على إيران وأذنابها من أن ينهوها.

فانسحب هو وأتباعه من الموجة التي استعصت عليهم ركوبها ليفتح المجال للميليشيات وأجهزة القمع الحكومية باستهداف الساحات وأماكن الاعتصامات لتُخلف القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين ولتكون رادعاً لهم لترك مواقعهم ولكن النتائج جاءت على عكس المتوقع فقد سقطت أقنعة مقتدى وأتباعه ولتظهر وجوههم الكالحات التي أخفوها طيلة سنين، فتبين للمتظاهرين –بما لا يقبل الشك- أن مقتدى وتياره ما هم إلا ذيول كانت تتخفى بأقنعة الوطنية ولباسها، فكانت حناجر المتظاهرين تصدح بشعارات ما كان أحدٌ ليتجرأ بمثلها من قبل من مثل: يامقتدى يازبالة، ياقائد الدجالة!

 

مسك الختام

أجد أن أفضل ما أختتم به مقالتي هذه بفقرة (لعبة قديمة جديدة) مأخوذة من مقالة لشيخنا الدكتور طه حامد الدليمي كتبها بتاريخ 7-6-2007 بعنوان: (كلهم مقتدى .. لا أستثني أحداً) أنصح القارئ الكريم بقراءتها بجزأيها كي تكتمل الصورة وتتوضح الرؤية التي لطالما أردنا لأهلنا أن يروها وأن لا يتعاموا عنها.

 

لعبة قديمة جديدة[1]

ʺالشيعة قوم يتميزون بقابلية لا تضاهى على رفد الميدان بألوان وأشكال، تبدو في ظاهرها مختلفة، لكنها في الباطن متحدة. فإذا انكشف حال أحدهم، أو احترقت ورقته، جاءوك بآخر يلعن سابقه، ويتبرأ من سابقته. وجماعتنا لـ(طيبتهم) – بل لغفلتهم – لا يدركون اللعبة؛ فيظلون يدورون ويدورون، لا يبرحون أماكنهم.

وهكذا في كل يوم يخرج لنا (وطني) جديد! و(معتدل) غير القديم! والحقيقة أن اللعبة قديمة، وأنه ليس من جديد ولا فرق بين الكشواني والكاشاني – كما يقول الأستاذ الملاح رحمه الله تعالى – الدعوى هي الدعوى، والعمامة والكالوش هما هما. وما تغير إلا الشاخص. ولربما اللاحق ألعن من السابق.ʺ!

___________________________________________________________________________________________

  1. من مقال لشيخنا الدكتور طه حامد الدليمي تحت عنوان: (كلهم مقتدى .. لا أستثني أحداً /ج1) بتاريخ 7-6-2007 منشور على موقع التيار السني في العراق https://sunni-iraqi.net/2007/07/06/%d9%83%d9%84%d9%87%d9%85-%d9%85%d9%82%d8%aa%d8%af%d9%89-%d9%84%d8%a7-%d8%a3%d8%b3%d8%aa%d8%ab%d9%86%d9%8a-%d8%a3%d8%ad%d8%af%d8%a7-1/
اظهر المزيد

‫6 تعليقات

  1. التشيع حركة سياسية فارسية بإسم الدين ولذلك أن المرجع إذا توفى جاؤ بمرجع أخر يفتي لهم بفتوى جديده الغاية منها هي متداد المشروع السياسة ولهذا أن الشيعة ثلاثة أرباع دينهم التقية و المتعة والخمس وتطبيرالرؤس بإسم مضلومية الحسين والطعن بالجيل الأول هاكذا يقود المرجع الجمهور الشيعي حتى يومارس القتل والتهجير والدمار بأهل السنة وهذه خطورة الشيعي الذي يقليد المرجع بكلمة
    (نفذ ولا تناقش) هذا من الإطار السياسي الفارسي بإسم الدين ،ومازال الوطنيون يمجدون المرجعية ويفصلونها عن دور المليشيات والأحزاب المسلحة المجرمةفي الإعلام والقنوات وينتظرون الحلول المطلوبة منها، وهذا العقل الوطني الذي بتعده عن الحلول الجذرية للمشكلة التي نواجهها أمام التشيعي الفارسي نحن أهل السنة

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله الاستاذ القريشي خيرا على فضحه سبيل المجرمين
    يبدو أن دور مقتدى أتاري لم يكن بالمستوى المطلوب من أسياده في طهران
    لذلك اقلعت الدرون باتجاه الحنانة لتقطع له تذكرة سفر على عجل
    لم يكن هذا وحده، بل لتحول المليشيات الوقحة عنده إلى عاقلة و(حبّابه)
    ثم الزموه قيادة – العقلاء والمجانين – فلم تسعفه (وطنيته ولا قحّية عروبته)

  3. منذ أول ضهور للتشيع وهو يعتمد على الكذب والخداع والتدليس على الناس
    ولا استبعد ان يستمروا على نفس النهج بعد ما وصلوا اليه لكن العجب كل العجب ممن ينخدع بهم وتنطلي عليه كل خدعهم.

  4. بفضل الله
    أسقطت قدسية مقتدى الخبيث من عقول الكثيرين من المغفلين
    لدوره الحقيقي لتثبيت حكومة إيران لعينة ومن أسسها
    بإذن الله تغرب شمس الفرس في أرض العراق وتطهير أرضه منهم بإذن الله
    جزاكم الله خيرا

  5. بفضل الله
    أسقطت قدسية مقتدى الخبيث من عقول الكثيرين من المغفلين
    لدوره الحقيقي لتثبيت حكومة إيران لعينة ومن أسسها
    بإذن الله تغرب شمس الفرس في أرض العراق وتطهير أرضه منهم بإذن الله
    جزاكم الله خيرا

  6. بارك الله فيكم على هذه المقالة وتشخيص الحقيقي لهولاء المجرمين اتباع المجوس واذنابهم ((مقتدى اتاري)) لا اعلم كيف لاهل السنة ان لا يعلموا بحقيقة هذا الجوكر المجرم الذي بدأ باحتلال المساجد السنية في اول ايام الاحتلال الامريكي في بغداد واعلان تأسيس جيش المهدي الذي قتل ما قتل وشرد ما شرد من اهل السنة وخاصتا 2006 وعمالتة مع المحتل، كل هذا واهل السنة غافلون وحالمون ويقولون انه وطني. اما الان فقد انكشف على حقيقتة وكشر أنيابه فلعنة الله عليه وعلى من معه ،
    اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر وسلمنا منهم واجعل لنا إقليما وخلصنا من شرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى