ديوان القادسيةلهيب القوافيمقالات

آهـــة

د. طه حامد الدليمي

يا ( أماني ) الروحِ !

يا عقلي وفكري

حِرتُ فيكِ

كيفَ أُدنيكِ لأيامي ؟

،، أجيبي ،،

لستُ أدري

آهةٌ مرَّتْ بثغري

سألتْني ،، وهي تمضي ،،

” ذُبتُ من بعضي ..

وبعضي يتقلى ذائباً في حَرِّ بعضِ

أين أمضي ؟

لستُ أدري “

قلتُ في نفسي

وعيني ..

بشجونِ العجزِ تُغضي

ودموعي تَتهامى

إنَّ في ( الأبواءِ ) برداً وسلاما

وظلالاً .. تورقُ الأحلامُ فيها

ونثيثاً .. يحضنُ الأرضَ اشتياقاً وأُواما([1])

فتلبيهِ شميماً

يتطرَّى([2]) في ثراها .. يتسامى

ينفحُ الأجواءَ

أزكى مِنْ ندىً

ذابَ بآهاتِ الخُزامى

فاقصدي ،، أيتُها الآهةُ ،، هاتيكَ الظلالْ

واغمري جمرتَكِ الحرَّى

وغيبي في خبيئاتِ القِلالْ

غيرَ أني ،، عندَما حرّكْتُ أوتارَ شفاهي ،،

لم أَجِدْها

شفتي ذابتْ ..

وصارتْ مثلَ مَسٍّ مِنْ خَيَالْ

لهَبُ الآهةِ أورى شفتي

وتوارتْ في لُهاها لغتي

ثمَّ ضاعتْ في سماديرِ السؤالْ :

أأنا الموتورُ مِنْ بعضي لبعضي ؟

وأنا جهلاً عنِ الواترِ أُغضي ؟

آهِ مِنْ آهي

فآهي .. كلما أطلقتُ آهاً

لجحيمِ عامرٍ بالآهِ يُفضي

آهِ ..!

لكنْ كيفَ لي أشكو

وآهي ..

في لظاهُ ذهبتْ مني شفاهي ؟!

فاذهبي ،، أيتها الآهةُ ،، عني للجحيمْ

أنتِ أولى بلظاهُ

وأنا ..

لظلالِ الخُلدِ

في ( الأبواءِ ) أمضي

أناْ أولى بالنعيمْ

 الثلاثاء

2012/10/2


[1]– الأُوام (بالضم): العطش، وحره، وشدة العطش، وأن يضج العطشان.

[2]– طرّى الطيب: خلطه.

اظهر المزيد

‫5 تعليقات

  1. أيها الاعذب من كل عذب.. حرفك الزاهي بألوان الحياة رغم الـ آهة يأخذنا معه في دوامة الدهشة والاعجاب ..
    سلمت لنا وسلم حرفك البهي

  2. المزيد المزيد من هذة المشاعر يا دكتور، فعندما تشاركنا اياها فانت تساعدنا في تحمل الأعباء العاطفية والاجتماعية وضغوط الحياة الاخرى التي تدفعنا دفعا الى التأوه..
    حفظكم الله تعالى وبارك بكم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى