سياسةمقالاتمقالات أخرى

البادئون بالعدوان .. قصف أربيل مثال آخر

أ. حسنين عبدالله سلمان الأموي/ التيّار السُنّي في العراق

كانت إيران –ومازالت- هي التي تبدأ بالعدوان، ولا يمر عدد قليل من السنين إلا ولإيران اعتداء على العراق هذا ما قاله المؤرخون الذين درسوا تاريخ الصراع الحضاري بين إيران والعراق، وهذا لا يثير العجب إذا عُرِفَ السبب.

لاشك أن لهذا التاريخ الطويل – والذي يصل لآلاف السنين- من الصراع أسباب عديدة ليس المقام هنا لذكرها بل نذكر سببين: منها عقدة النقص التي انطلقت منها باقي العقد النفسية التي أصلت لهذا السلوك العدواني تجاه العراق والعراقيين خاصة، ودول الجوار عامة، ولمن يريد الاستزادة حول هذا الموضوع يمكنه الرجوع لكتاب (التشيع عقدة نفسية لا عقيدة دينية) لشيخنا الدكتور طه حامد الدليمي ففيه تفصيل لهذا الموضوع، والسبب الثاني هي: المزاعم والادعاءات حول تبعية العراق لإيران والذي يتبجح به بعض الشخصيات الإيرانية ويرددونه في مناسبات متكررة وهو إشارة للاحتلال الفارسي للعراق والذي دام أكثر من ألف عام!

قصف أربيل ليس نهاية مطاف الاعتداءات

شاهد العالم ومن على شاشات التلفاز القصف الصاروخي من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني وفي حوالي الساعة الواحدة ليلاً من يوم الثلاثاء الموافق 16/1/2024 على مدينة أربيل الآمنة، والذي أدى إلى مقتل وإصابة 10 أشخاص جراء القصف، وتسبب بمقتل رجل الأعمال (بيشرو دزيي) وابنته الصغيرة، وكذلك مقتل رجل الأعمال كرم ميخائيل الذي كان يزور العائلة، ومدبرة المنزل من أصل فلبيني، وهذا القصف ليس الأول من نوعه بل هو حلقة من سلسلة اعتداءات على إقليم كردستان وبحجج مختلفة مرةً بسبب تواجد المعارضة الكردية الإيرانية ومرة بحجة تواجد عناصر الموساد الإسرائيلية وهلم جرا..

 لجنة تحقيقية

وهنا سننقل خبراً واحداً يُكذب المزاعم الإيرانية نشرته (سكاي نيوز عربية على موقعها على الإنترنيت) حيث قالت: أكد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، الذي وصل أربيل على رأس وفد أمني رفيع من بغداد، أن ادعاءات استهداف مقر للموساد في أربيل لا أساس لها من الصحة.

وقال الأعرجي، في تدوينة على منصة إكس “أطلعنا ميدانيا وبرفقة أعضاء اللجنة التحقيقية، على منزل رجل الأعمال المستهدف ليلة أمس في أربيل، وتبين أن الادعاءات التي تتحدث عن استهداف مقر للموساد لا أساس لها من الصحة”.

                العراق وإيران.. أحقاد فارسية قديمة

كتب الأستاذ سالم الكتبي عام 2016 مقالاً على موقع العربية بعنوان (العراق وإيران..أحقاد فارسية قديمة) جاء فيه: يشير باحثون عراقيون في التاريخ القديم إلى أن تاريخ العلاقات مع إيران هو تاريخ مكتوب بالدماء ومليء بالأحقاد وعقدة الثأر الإيرانية من العراق والعراقيين. ويشير هؤلاء إلى أن اعتداءات إيران على العراق تعود إلى مرحلة التاريخ القديم، حيث كانت اعتداءات الإيرانيين هي السمة المميزة لتلك المرحلة، حتى هزيمة الفرس على يد العرب المسلمين، وكانت فترات الظلام في تاريخ العراق القديم هي تلك التي سيطر عليه فيها الإيرانيون الغزاة، حتى أن باحثاً عراقياً معروفاً يقول إن الإيرانيين ما تركوا فرصة طيلة التاريخ القديم لغزو العراق إلا واغتنموها.

ملخّص التاريخ الفارسي ضد العرب والمسلمين

هذا عنوان لمقالة كتبه الأستاذ نزار السامرائي والذي نُشر على موقع (وجهة نظر في 3يناير عام 2022) وهو عبارة عن سجل تاريخي لاعتداءات إيران على العرب والعراقيين، وقد سجل فيه (71) إعتداءً وأنا أنقل (11) منها ويمكن للقارئ الكريم الرجوع للمقالة وقراءتها جميعها.

  يقول السامرائي: أنقل للقراء صفحة من تاريخ الاعتداءات الفارسية على العراق والوطن العربي، والتي يمكن أن تعطي تصوراً عن أن بلاد ‏فارس، كانت وستبقى تنظر إلى العراق كساحة اختبار لقوتها، ونقطة استقطاب لكل نوايا الشر الفارسية وأطماعها في العراق ‏خاصة.‏

وقد رأيت أن يطلع عليها العراقيون والعرب كي يعرفوا أي شر يستوطن عقول زعماء بلاد فارس عبر التاريخ.‏

أهم الاعتداءات الفارسية على العرب عبر التاريخ:‏

‏1 – تحالف الفرس مع اليهود وغزو كورش الفارسي لبابل 539 ق.م.‏

‏2 – غزو قمبيز الاخميني مصر 525 ق.م.‏

‏3 – غزو ارتحشتا للفينيقيين والصيداويين وتدمير صيدا 351 ق.م.4 – غزو متريداتس – الفرثي للعراق 141ق.م. ‏

‏5 – استيلاء اردشير على العراق 227.‏

‏6 – سابور الأول يحرق الحضر 250. ‏

‏7 – سابور الثاني (ذو الأكتاف) يغزو شرق الجزيرة العربية 309 – 379.‏

‏8 – كسرى انوشروان يغزو بلاد الشام 540. ‏

‏9 – اغتيال الفرس للنعمان بن المنذر 602. ‏

‏10 – هجوم الفرس على بلاد الشام (دمشق وأنطاكيا والقدس) 611.‏

‏11 – هجوم الفرس على غزة في فلسطين 616.‏

  ‏وختاماً أقول: أن تاريخنا مع إيران خُطَ بالدم فإيران لا تفهم شيء اسمه حسن الجوار والاحترام؛ وإنما هم مسكونون بعقدة الاضطهاد والتي تنعكس اعتداءً على سلوكهم ولتفهم لماذا قُصفت أربيل؟ أنقل لك ما أورده الدكتور طه حامد الدليمي في كتابه(التشيع عقدة نفسية لا عقيدة دينية نقلاً عن كتاب الصراع العراقي الفارسي وهو من تأليف نخبة من الباحثين العراقيين 1983): إن التاريخ لم يسجل أي أعمال عدائية قام بها العرب ضد إيران بل العكس دائماً. وعلى الرغم من ذلك فإن الفرس كانوا يصورون أي عدوان يقومون هم به على الأمة العربية بأنه (دفاع عن النفس)، حتى أصبح هذا قانوناً ثابتاً في السياسة الخارجية الفارسية في مختلف مراحل التاريخ. ومعنى هذا أنهم إن لم يجدوا خطراً حقيقياً يهدد بلادهم من الغرب فإن عليهم أن يوحوا إلى شعوبهم بمثل هذا الخطر.   

اظهر المزيد

‫7 تعليقات

  1. كان وما زال الفرس أمّة معقدة حاقدة معتدية! وهي من اعتدت على العراق وهي كانت سبب حرب الثماني سنين! فكانت تعتدي على القرى العراقية الحدودية وأبرز حدث حصل هو الاعتداء الايراني على الجامعة المستنصرية في بغداد والتفجيرات التي ادت على مقتل وجرح مدنيين وذلك في شهر نيسان من سنة 1980 الى ان رد العراق رده القوي والصريح في الشهر التاسع من نفس السنة! فمن المعتدي ومن الذي استفز وبدأ الاعتداء والحرب!!
    هؤلاء هم الفرس عبر التاريخ في صراعهم مع العرب وهذا هو حقدهم وطمعهم في السيطرة والنفوذ على العرب وعلى غيرهم.
    حفظ الله عراقنا واقليم كوردستان من شر ايران الفارسية

  2. عبارة عميقة جداً ( تاريخنا مع إيران خط بالدم) صدق سيدنا عمر رضي الله عنه حين قال ليت بيننا وبينهم جبلا من نار.

  3. ما لفت انتباهي في هذه المقالة (11 – هجوم الفرس على غزة في فلسطين 616.‏) غزة مستهدفة من ذلك الزمن لذلك لا يستغرب من يقرأ التاريخ ما فعلته المقاومه في غزة وتلقيها اوامرها من ايران فكانت النتيجة تدمير غزة فوق رؤوس اهلها…

  4. حياك الله الاخ الغالي حسنين الاموي،
    هذا المقال تشخيص دقيق للنفسية الفارسية الخبيثة،
    ومازالت ومنذ الازل تنفذ سمومها على البشرية؟

    لا ينتهي هذا الكابوس الابمثل هذا التشخيص وهذا التشخيص يحتاج إلى جهود عاليه للقضاء عليه

  5. هذا المقال يدل على الخطر الحقيقي ودائم في كل العصور خطر الدولة الإيرانية الفارسية المجوسية على العرب قديماً وحديثاً وقومياً ودنياً ولهذا لاينتهي هذا الخطر إلا بمشروع رباني عظيم ينهي المشروع الفارسي عدو الدين والإنسانية
    ونحن على هذا سائرون أن شاءالله

  6. إيران مستمرة في عدوانها على العرب
    بالسلاح والفكر والثقافة
    فهي تحاربنا من كل الاتجاهات
    ويبقى السؤال متى نتحد في صدها
    فكريا وثقافياً وعسكريا والأغلبية تنظر إلى
    فلسطين وإسرائيل تاركين عدوهم الحقيقي
    بينهم ينشر الدمار متى شاء!!
    بوركت أستاذ حسنين الأموي وففق الله
    شيخنا الجليل طه الدليمي لبحوثه القيمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى