سياسةمقالاتمقالات أخرى

القيادة السوأى للشعب الفلسطيني (المفتي وعرفات ومحور المقاولة)

أ. صالح السهيل

لم يُبتل الشعب الفلسطيني بعدو اسرائيلي غاشم مجرم فقط، بل ابتلي بقيادات قطرية ضيقة النظر، نفعية الهوى، اوردته المهالك، وكانت معينة لعدوه عليه، بدلاً من ان تكون سبباً لتخفيف مصائبه وآلامه.

واول هذه القيادات قيادة المفتي امين الحسيني، الذين ولاه الانجليز منصب مفتي القدس دون مؤهلات تسوغ هذا التعيين، وصنعت له هالة اعلامية ضخمة جعلت منه بطلاً في عيون الفلسطينيين والعرب.

وقد تلخصت مهمة المفتي عبر مجلسه الأعلى ثم هيئته العليا في ثلاث جرائم:

الاولى: تصفية عقول الشعب الفلسطيني، بتخوين وقتل كل من لم يكن على هواه وفهمه، فسمح لنفسه بأن يكون الخصم والحكم والجلاد، وقتل زبانيته ما يربو على الفين من أبناء الشعب الفلسطيني، وفيهم الدكاترة والمهندسون والعلماء، منهم احمد حسن الدجاني، وفوزي الحسيني، وفخري النشاشيبي.

الثانية: عزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي، وذلك عن طريق معاندة اية خطوة لتوحده مع الاردن او غيره من الدول، وبذلك ساهم في اضعافه واستفراد اليهود به.

الثالثة: تحويل قضية الشعب الفلسطيني الى قضية عائلية، واختزال المناصب المهمة في أقاربه، واستثمار الخلاف بين عائلة الحسيني والنشاشيبي في تمرير نفوذه.

وقد شهد الذين تعاملوا مع المفتي بأنه كان يقدم عائلته وعشيرته على اية كفاءة اخرى، وان قيادته كانت قيادة رجعية متخلفة، وممن صرح بذلك الدكتور يوسف هيكل واحمد الشقيري ومحمد علي الطاهر.

القيادة الثانية: لم يمت المفتي الا حين مهد السبيل لقدوم قيادة اخرى، جارته في احتياله واساليبه الرخيصة، وهي قيادة ياسر عرفات، الذي رفع راية الكفاح المسلح، وطوعها لترسيخ زعامته، وجني الاموال الوفيرة لنفسه وعائلته، فلم يمت عرفات حتى ورّث زوجته وابنته ملايين الدولارات التي كان جناها باسم القضية.

ورث عرفات عن المفتي افساد علاقة الفلسطينيين بالدول العربية، فاستغل الحقبة الناصرية الفاشلة لصناعة دولة داخل الدولة في الأردن، وإنشاء سيطرات (للمناضلين) من جماعته تفتش الناس وتجبي الأموال، فكانت احداث أيلول.

ثم نقل عرفات تجربته الخبيثة إلى لبنان، فساهم هناك في مفاقمة معاناة الفلسطينيين، حتى خرج من لبنان دون اية ضمانات لأبناء المخيمات، فكانت مجزرة صبرا وشاتيلا وتل الزعتر.

وكذلك قتل عرفات جملة من خيرة العقول الفلسطينية، منها ناجي العلي وعصام السرطاوي وغيرهما، قبل ان يحلل لنفسه ما حرمه على غيره.

القيادة الثالثة: قيادة محور المماتعة والمقاولة، وهي أخبث قيادة تلاعبت بأحلام الشعب الفلسطينية وآماله، لصالح تمرير أجندة رافضية نصيرية خبيثة أتقنت اللعبة الاعلامية وخداع الجماهير، وفي الوقت ذاته أعملت سيف القتل والتهجير في اهل سوريا والعراق واليمن، فلا يعقل ان قيادة قتلت هؤلاء ستهب لنصرة اهل السنة في فلسطين.

وقد آن للشعب الفلسطيني ان يتعلم من اخطائه، فلا يعيد تدوير الصناعة ذاتها، أو صناعة التاريخ البائس نفسه.

اظهر المزيد

‫7 تعليقات

  1. فلسطين وشعبها ابتلوا بمن يسترزق بالقدس والاحتلال .. ولو قدر لهذه القيادات من يستطيع انهاء الاحتلال لرفضوا لانه سيقطع عليهم ما يسترزقون به

    1. الاخوان في فلسطين اداة بيد القوى الغربية ينفذون اهداف الاحتلال في اطالة فترة الاحتلال من جانب ولفت الأنظار عن العدو الفارسي الأخطر على الإسلام والمسلمين من جانب اخر

  2. يا استاذي الفاضل قضية فلسطين أول من جنى عليها أهلها حين رضوا بمن يسترزق بقضيتهم…
    حسبي الله فيهم

  3. احسن كاتب المقال في طرق هذا الموضوع واختصاره للقارئ دون الدخول في التفاصيل المطولة .. ومن أراد أن يتأكد الشبكة مليئة بخزايا هذه القيادات العار..

  4. هذا الكلام اسلاميا لا يصح …اذ لم تكن هناك كيانات قطرية او وطنية منفصلة الى دول وطنية فبل الحرب العالمية الاولى و سقوط الخلافة لكن سايكس بيكو و العوائل العربية المالكة و المتامرة على الدولة العثمانية اوجد لنا هذه الخريطة البائسة و اصبحت الدولة السنية الواحدة في الشرق الاوسط اصبحت 12 دولة و بقي اهل فلسطين بلا دولة تمهيدا لتسليم الارض لليهود لذلك فمسؤولية ارض اولى الحرمين و القدس و الاقصى تقع على عاتق ملياري مسلم وليس من الانصاف ولا من الاسلام تحميلها لشعب اعزل غدر به اخوته العرب قبل اليهود …بالمناسبة تقسيم الدولة العثمانية و اسقاطها ثم علمنة هذه الكيانات الصغيرة بما فيها العراق …اكبر نصر مجاني للشيعة و ايرانهم

  5. الله يفرجها علينا بفلسطين وعلى اهلنا بسورية والعراق واليمن
    اللي قتلكم بالعراق وسورية ما راح ينصرنا بالقدس وغزة لكن قاتل الله الحزبية والمحسوبية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى