مقالاتمقالات أخرى

كركوك السنية وسيطرة الاقلية الشيعية فيها(3)

الموقف المشرف للتركمان السنة

الباحث: محمد التركماني
مظالم حزب البعث و صدام بحق التركمان السنة

ان من اعظم الجرائم التي ارتكبها الجيش العراقي بحق التركمان السنة هي مجزرة التون كوبري عام 1991 و الذي راح ضحيتها 83 سني تركماني بريئ، كذلك أخطأ صدام عند اعدامه 4 سياسيين في 1980 كما قام بسجن اخرين و اعدم 48 سياسيا و مسؤولا تركمانيا عند دخول الجيش الى اربيل عام 1996 في عملية ( اب المتوكل على الله ) و مداهمتهم لمكتب الجبهة التركمانية بالرغم من عدم كون التركمان حينها طرفا في الصراع الكردي – الكردي و بذلك فإن مجموع ضحايا التركمان السنة في عهد صدام يتراوح ما بين 135 – 154 شخصا ما بين سياسي و مدني، اذ ليس من الانصاف اتاحة او اعتراف صدام و حزبه بالاحزاب و السياسيين الكورد و تعامله في نفس الوقت مع السياسيين التركمان بالمشانق و السجون و المطاردات، و اتباعه سياسة تعريب ممنهجة لتغيير ديموغرافية المدينة عبر جلب الاف الشيعة الشروكية من الجنوب و اعطائهم قطعة ارض و 10000 دينار لبناءها و وظيفة حكومية او اراضي زراعية لزراعتها، و منع التركمان و الاكراد من تملك العقار الا بعد اجراء تغيير لقوميتهم الى العربية.

الموقف المشرف للتركمان السنة


بالرغم من السياسة الاقصائية التي اتبعها صدام حسين تجاه التركمان بشكل عام الا ان معظم التركمان السنة لا زالوا يحبونه الى الان ، لانهم رؤوا ما فعله الشيعة باخوانهم السنة في باقي المدن السنية و رأوا كيف كانت العراق دولة مهيبة في عهد القائد صدام و كيف صارت بيد المجوس بل انهم كشفوا حقد و اجرام الشيعة من بني جلدتهم لهم، لكن لا يزال قسم منهم يكرهونه الى الان بسبب ظلمه للتركمان و سياساته الدولية الخاطئة التي جلبت الحروب و الحصار. كما ان الكثير من الاكراد السنة يحبونه.

 المؤاخذات على سياسيي التركمان السنة

من اهم المؤاخذات و اخطاء التركمان السنة هو حديثهم عن المكون التركماني باسم التركمان فحسب و يمنعون ذكر الدين و المذهب، اذ انهم يدافعون عن حقوق التركمان امام باقي القوميات تحت مسمى “حقوق التركمان و المكون التركماني بلا خجل” فقط يخجلون من الدين و يعتبرونها طائفية مقيتة، و يبدوا مؤخرا انهم قد لاحظوا خطأهم الجسيم ، اذ باتت الجبهة التركمانية و التي تعتبر اكبر حزب تركماني تشهد صراعا داخليا بين جناحين فيها الاول يحارب المشروع الايراني بقيادة الاخ حسن توران مع الثاني و المتمثل ب ارشد الصالحي الذي لا يقبل التقسيم الديني بين التركمان اذ قال في معرض كلامه الموجه الى حسن توران بعد انتخابات مجالس المحافظات 2023 فيما معناه :- ( لا يهمني كون التركماني شيعي ام سني، المهم ان يكون قوميا جيدا ). و للاسف اخطأ ارشد خطأً عظيما عبر اتهامه لحسن توران باثارة المسالة الطائفية بين التركمان فقال :- ( لماذا خلقتم المسألة المذهبية بين التركمان ) و على ضوء هذه السقطة اقول لارشد :- هذا وسام شرف في صدر حسن توران لا تهمة توجهه اليه، فالذي اثار الطائفية منذ 2003 هم التركمان الشيعة عبر قتلهم و تهجيرهم للتركمان السنة و اذا كنت رجلا قم بارجاع النازحين التركمان السنة الى مدينتهم و قراهم في طوزخورماتو و تلعفر الخ… و طالب باعدام قتلتهم من التركمان الشيعة ولكن لا اظن انك رجل لتفعل ذلك، لذلك فالشيعة يكثرون من حبهم لارشد و انصاره مقابل كرههم لحسن توران و انصاره ، و نحمد الله على ترك ارشد لقيادة الجبهة التركمانية سنة 2021 و استلام حسن توران لها، فبالرغم من كون خلافاتهم لمسائل شخصية كما ذكر الاستاذ حسن توران، الا ان الانتخابات الاخيرة كشفت ان الصراع السني – الشيعي بين التركمان احد اسبابها.

و من المؤاخذات ايضا اعتبارهم لقتلى التركمان الشيعة سواء في ناحية تازة عام 1991 الذين شاركوا في صفحة الغدر و الخيانة او المعدومين من قريتي تسعين و البشير و داقوق و طوزخورماتو “شهداء” علما انهم قتلوا لانهم خانوا العراق و قاتلوا الى جانب ايران و شاركوا في الغوغاء الخ…
و من المؤاخذات الكبيرة ايضا تجريمهم لصدام رحمه الله و اقامتهم مراسيم و تذكرات سنوية لمختلف المظالم التي فعلها بحقهم، ولكنهم في الوقت نفسه يتعامون عما فعله الشيعة الشروكية و التركمان بهم و لا يخصصون لجرائهم ذكريات و مراسيم سنوية مثلما يخصصوها لجرائم صدام، و انني هنا اتحدى الجبهة التركمانية و باقي سياسيي التركمان السنة و احزابهم ان يظهروا احصائهم عن اعداد شهداء التركمان السنة الذين قتلوا و اعدموا لا لشيء سوى لكونهم من السنة او لانضمامهم لفصائل المقاومة السنية مع اخوانهم العرب السنة، فلو كان صدام قاتلا لـ 160 سني تركماني كاقصى تخمين ، فانني اجزم ان قتلى التركمان السنة على يد الشيعة بالمئات و لربما بالالاف كذلك المعتقلين و تهجير الالاف منهم، الا انهم يتعامون عن هذه الحقيقة، و اطالب من اخواني العرب السنة ان يفضحوا هذا الخطأ الجسيم الذي يرتكبه هؤلاء لعلهم يهتدون. كما انهم يحسبون العملاء الذين اعدمهم صدام من التركمان الشيعة مناضلين و شهداء.

و من المؤاخذات الكبيرة ايضا، سكوت سياسيي التركمان السنة على السياسة التمييزية لحكومة الاحتلال الشيعي في كركوك اذ انهم يعطون الشيعة التركمان السلطة و التعيينات في الدوائر الحكومية اكثر بكثير من السنة التركمان، حتى بات معروفا لدى الجمهور التركماني السني ان الجبهة التركمانية و باقي الاحزاب السنية التركمانية هي احزاب ضعيفة غير قادرة على شيئ، و ان الشيعة التركمان هم القادرين على خدمة و تعيين التركمان، بل و قام الرويبضة و الجهلة من التركمان السنة بانتخاب المرشحين الشيعة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، اذ حصلت قائمة كركوكنا الشيعية على اكثر من 5000 صوت سني تركماني من مجموع 22701 حصلوا عليه. كما ان علماء اهل السنة و سياسييهم في كركوك لا يبينون للعوام حرمة انتخاب المرشحين الشيعة و خطرهم على المدينة رغم اظهارهم وجههم الكاذب البشوش لهم.

اظهر المزيد

‫6 تعليقات

  1. الحرب في العراق والمنطقة هي شيعية.. والسنة هم المستهدفون! وأول خطوة في طريق النصر والتمكين هو الوعي! ويجب على السنة أن يعوا هذا ..
    جزى الله خيراً كاتب هذا البحث على تسليطه الضوء على قضية أهل السنة وعلى استهدافهم وعلى المكر الشيعي الذي يحدث في كركوك. وحفظ الله اهل السنة من عرب وتركمان وكرد وغيرهم.

  2. جزاك الله خير يا صاحب المقال على تسليطك الضوء على ما يحصل من استهداف للسنة ومن توسع خبيث الشيعة في مدينتنا الحبيبة العراقية كركوك..
    الله المستعان الله المستعان

  3. ممتازة هذه السلسلة .. تسلط بها الضوء على قضية مهمة حاول الاعلام تجاهلها …
    بارك الله في جهودكم

  4. بارك الله في الباحث والموقع الموقر الذي يعمل على توعية الجمهور السني بالخطر الشيعي والتغيير الديمغرافي الذي يعمل بجد عليه في غفلة من السنة

  5. نسأل الله الوعي والإدراك بعمق للخطر القادم او الموجود
    وهذا المقال يدل على الوعي السني فكرا وحركه…..
    وتحتاج الى تحفيز وتفعيل من قبل اهلها

  6. بسم الله الرحمن الرحيم
    جزى الله خيرا كاتب المقال، حيث نبه الى أهمية الوعي بالهوية السنية، فصراع الهويات هو الصراع الحقيقي الذي يجب كشفه، وعلى السنة أن يعوا ذلك جيدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى